كيف تتعامل مع رفض عملك الإبداعي

كيف تتعامل مع رفض عملك الإبداعي؟

ديسمبر 30, 2020

إن كنت تعمل بإبداع – أي بابتكار الجديد وتطبيقه – فقد اخترت بشكل من الأشكال أن تكون مستقلًا: برأيك، بأسلوبك، وبطريقة عملك؛ ولذا توقع ألّا يكون ذوقك وعملك متناسبًا مع كافة الأذواق، ولا بد أن تتعرض للرفض إمّا من عميل أو وكيل خدمة أو غيرهم. ولكن هل يعني الرفض عدم جواز عملك بالكلية؟ وهل هو دليل على تفردك أو نجاحك أو فشلك؟ وما هو التعامل الأنسب مع رفض الإبداع؟

​بعد عدد من تجارب الرفض الشخصية، ولأن هذا الموضوع متعلق بكتاب أعمل عليه حاليًا، أجريت استطلاعًا سريعًا لما كتب بالفعل في هذا المجال من مقالات على الانترنت، فحصلت على العديد من النتائج من قبل “كيف تتعامل مع فتاة رفضتك؟” “الرفض في العلاقات” “الرفض الاجتماعي” وغيرها من النصائح حول الرفض من منظور اجتماعي وعاطفي. وحين بحثت تحديدًا عن “الرفض الإبداعي” صحح لي جوجل العبارة إلى “الرفض الإيداعي” لماذا يتم رفض إيداعك البنكي؟”. ولم تفد تجارب تحوير العبارة للحصول على نتائج عربية، فحولت البحث إلى اللغة الإنجليزية، ولا يخفى أن المصادر كثيرة ووفيرة. فانتقيت مقالة لموضوعيتها واقترابها مما أريد إيصاله، أشارك ترجمتها هنا، آملة الإفادة بالإضافة للمحتوى العربي في هذا المجال المهم.​

 

10 نصائح للتعامل مع الرفض في المجال الإبداعي

كتابة: ليزا مالتبي

ترجمة: باسمة المصباحي

يتضمن العمل في المجال الإبداعي عرض أعمالك لتدقيق الآخرين في سبيل الحصول على فرصة. سواءً كنت تتواصل مع لجان في شركات أو تتقدم إلى فرص إبداعية أو تنشر أعمالك الشخصية في شبكات التواصل الاجتماعي، وفي هذه الأخيرة ثمة احتمالية كبيرة لوصول أعمالك لجمهور عريض ولكن على الجانب الآخر كثيرًا ما يجعل ذلك عملك عرضة لانتقاد أكبر (ففجأة يصبح الجميع خبراء في التصميم). وهنا عليك الاختيار ما بين ضرب نفسك بفرشاة رسم خشبية ضخمة، أو استغلال خيبة الأمل لدفع أعمالك في اتجاهات جديدة والتعلم من التجربة. وإذا كنت ترغب ببناء مهنتك في المجال الإبداعي فعليك أن تعتاد الرفض، وهنا بعض الأمور لمساعدتك في ذلك..

  1. يتعرض كل المبدعين لخيبات الأمل

كلما تعرفت على مبدعين، عرفت مدى شيوع خيبات الأمل. إدراك أن الرفض جزء من المهنة يجعلك أقل تأثرًا به. وبالرغم من الإحباط المصاحب له إلّا أنه من المتوقع أن يتم تجاهل طلباتك وانتقال العمل إلى شخص أكثر توافقًا من حيث عدد أعماله أو تناسب سعره أو حتى جمال تصفيفة شعره وهكذا. ولا بأس بكل ذلك، فسيأتي يوم آخر وتفوز بالعمل؛ لذا تمسك بقوة. لقد حصلت على حصتي العادلة من المكالمات والإيميلات غير المردود عليها وعدم نجاح ملفي الإبداعي في التقييم، ففي أحد المواقف ناولني مدير إبداعي ملفي بإيماءة صامته من رأسه. ففي النهاية ستدرك أن الرفض جزء من اللعبة ولا يستثنى أي مبدع منه – نعم، حتى أفضل المبدعين في العالم.

  • لا يُعدّ الرفض انعكاسًا لمستوى عملك دائمًا

انتظر لا تفقد عقلك، لا يعني الرفض أن العمل سيء بالضرورة، قد يعني أنك تتواصل مع الأشخاص الخطأ. قد يعني أنك تتواصل مع ناشري كتب أطفال بينما يتناسب عملك مع محرري المجلات أو ربما تقوم بالتواصل مع وكلاء الخدمات بينما من الأفضل التواصل مع قطاع معين. يحتمل الموضوع جزءًا كبيرًا من التجربة والخطأ. حاول ألّا تأخذ الموضوع على محمل شخصي ولا ترهق نفسك، بل اعتبرها وسيلة سالبة لتوجيه عملك إلى حيث ينتمي.

  • تأكد من مراعاة السياق

كن واعيًا بالسياق الذي تم الرفض خلاله. هل كان وقتًا سيئًا بالنسبة إلى الشركة التي تواصلت معها؟ هل كانوا مشغولين؟ هل لاحقتهم لأشهر حتى أصبحت مصدر إزعاج؟ ربما في ذلك اليوم تلقوا طلبات كثيرة من رسامين آخرين أو كانوا منهمكين في إتمام مشروع قد حان أجله. حاول أن تضع نفسك مكان الشخص الآخر وتفهم أن هناك الكثير من الاحتمالات والعوامل المؤثرة. في أحد المواقف أصبت بإحباط حين أخبرني مدير إبداعي بأني لا أمتلك مهارة الخط، ولكن بعد بضعة أشهر فقط وبتفقد ملفي الإبداعي لاحظت أنه يحتوي على نماذج للرسم فقط. فكيف كان بمقدورهم معرفة امتلاكي لمهارات أخرى إن لم أضع نماذج لها. لا تفترض أن الناس قد زاروا موقعك أو اطلعوا على ملفاتك المتنوعة قبل لقائك. اخلق انطباعًا أوليًّا وافيًا.

  • خذ بمشورة الأشخاص المناسبين

قد تتلقى الملاحظة الأسوء في العالم، ولكن إن كانت من زميل مدرسة قديم في صفحتك على الفيسبوك، فهل هذا هو الشخص الذي سيتعاون معك في عمل معين؟ حدد إن كان لهذا الشخص تأثير على المجال الذي تعمل به، وحتى إن كان، هل ما يقوله بدافع المساعدة أم بدافع الإحباط؟ الملاحظات الجيدة ليست بالضرورة ما ترغب بالاستماع إليه، وإنما يجب أن تمنحك إفادة إيجابية لتعمل وفقها. ثق بحدسك حين يتعلق الأمر بالأشخاص الذين تأخذ بنصائحهم، ولا تأخذ كل شيء يقوله لك أي شخص بشكل جدّيّ، ففي الغالب ستتضارب الكثير من النصائح، حتى تلك التي يسديها الخبراء. كن حذرًا حتى من الملاحظات الإيجابية (فبالتأكيد ستعجب أمك بأعمالك، فهي أمك). قارب ووازن وجرب قبل أن تتخذ قرارًا بتغيير توجهك.

  • لاحظ التكرار

في حال تلقيت نصيحة بشكل متكرر، ربما يتوجب عليك الإصغاء إليها. “لا فائدة من جلد فرس ميتة”. لا نتحدث هنا عن تكرار كلمة “لا”، وإنما عن شيء أكثر تحديدًا. إن كنت تتلقى ملاحظات بشأن استخدامك للألوان – على سبيل المثال – فخذ بعض الوقت لتجربة مزيج ألوان مختلف. إن تكرر نفس الأمر كعدم مهارتك في رسم يدين مثلًا، فابدأ بالتمرن على ذلك بملء كراسة بتدريبات لرسم اليدين (لا يتطلب الأمر علمًا بعلوم الفضاء). أحتفظ بسجل للملاحظات الإيجابية التي تحصل عليها، أو بالمنشورات التي تحظى بأعلى تفاعل فربما تقرر أن تزيد منها.

  • استغل الإحباط في شيء أكثر إيجابية

هل بإمكانك الاستفادة من الرفض؟ هل من تصرف لتقوم به على إثره؟ هل من الأحرى تجربة أساليب جديدة لتسويق عملك؟ أحيانًا لا يتعلق الإحباط بعملك فحسب، وإنما بالاتجاه الذي ترغب للأمور أن تسير عليه. بعد عدد من “رسائل الرفض” من وكالات التصميم – على سبيل المثال – لاحظت أنني لم أكن أهتم بالأعمال التي يقومون بها بل رغبت في أن أكون محاطة بأناس في نفس المجال. ومذّاك بدأت التركيز على إحاطة نفسي بمجتمع إبداعي والتعاون مع الآخرين بشكل أكبر. وبالطريقة نفسها، هل تستطيع إيجاد شيء يمنحك شغفًا واندفاعًا أكبر نحو عملك؟ أو هل هنالك جزء من عملك لا تمتلك تجاهه الشغف والاندفاع وتفضل الاستغناء عنه؟ لا تأخذ خيبة الأمل بشكل شخصي، وحاول أن تقيم بعقلانية أي الأساليب يعمل وأيها لا. وبالتأكيد بإمكانك ضرب الحائط أو البكاء على الوسادة إن كان ذلك يشعرك بالتحسن، ولكن في الأخير لديك خياران إمّا أن تتوقف نهائيًا أو أن تنهض من جديد، وتحاول فتح أبواب أخرى.

  • خذ وقتًا للاستراحة

إن شعرت أنك لا تتقدم، فهذا الوقت المناسب للتوقف والاستراحة قبل أن ينقلب بك الحال لكره شيء سبق وأحببته. وإن كنت تخشى من أن أخذ استراحة سيؤدي إلى افقادك الشغف والانطلاقة، فعلى الغالب أن ما تعمله ليس صحيحًا وسينتهي بك الحال بالاحتراق المهني. اعمل شيئًا مختلفًا واسترجع تركيزك. هل تخاف أن يُنظر إليك كمستسلم؟ لقد حصل لي وتوقفت عن الرسم لمدة سبع سنوات، لذا…

  • الإصرار ليس محبّذًا دائمًا

للتحلي باحترام الناس الذين تتواصل معهم، كثيرًا ما سيقولون لك أن ليس لدينا فرص حاليًا، في هذه الحالة بإمكانك التواصل معهم بعد فترة لإعلامهم بمستجداتك. ولكن إن أخبرك أحدهم بوضوح أن أعمالك لا تتناسب مع توجههم فحينها يتوجب عليه احترام ذلك وعدم الإصرار، فعواقب ذلك أكثر من منافعه غالبًا.

  • كن صبورًا

حين بدأت عملي المستقل، أرسلت مئات الإيميلات وتم تجاهل أغلبها. استمريت بالمتابعة لفترات متوالية ومع ذلك لم أتلق ردودًا. حينها اعتبرت أن تلك الجهات ليس مهتمة بأعمالي لذا تراكمت في ذهني أكوام وأكوام من رسائل الرفض. وللمفاجأة تواصل معي عدد من هؤلاء الذي راسلتهم في البداية بعد حوالي عام (بعد أن تخليت عن فكرة العمل معهم). أحيانًا تستغرق الأمور وقتًا لذا تحلّ بالصبر قبل أن تستنتج أن أحدهم لا يهتم بالعمل معك.

  • استمر في نشر أعمالك

لا يعدّ الرفض إشارة لوجوب الاستسلام، قد يعني أنه ليس عليك الاستمرار بالتواصل مع الناس أنفسهم، ولكن يوجد العديد من الأبواب التي بإمكانك طرقها. ربما تقرر بأن عليك إيجاد سبل أخرى لدفع فواتيرك وتمويل حرفتك، ولكن الرفض لا يجب  أن يكون سببًا في التوقف عن شغفك. على الرفض أن يصقل التحدي ويكون جزءًا من عملك اليومي. وإن لم يكن كذلك، فهذه قد تعدّ إشارة إلى أنك لم تبذل الجهد المطلوب أو أنك لا تتقدم. يعدّ الرفض إشارة إلى أنك تواجه المخاطر وتطرق الأبواب. لا بأس بأن تنزعج إن تم رفض عمل بذلت حياله اهتمامًا بالغًا. فالتأثر بالرفض طريقة لتقييم مدى حرصك على ما تعمله، والسبب وراء قيامك به، ومدى استعدادك للاستمرار فيه. اعتد على التأقلم مع الصعوبات واسمح لخيبات الأمل بتشكيلك وتشكيل عملك بإيجابية.

0 تعليق

مقالات أخرى

الفن وعين العقل

الفن وعين العقل

دراسة شغف "البحث عن غاية الجمال والدخول إلى أدق تفاصيل الجاذبية"   كيف يمكّنك الرسم من النظر إلى العالم بشكل أوضح والعيش بحضور أعمق     "إذا نظرنا بعين الحب فقط، سنتمكن من رؤية ما يراه الرسام " هذا ما كتبه هنري ميلر في تحفته المنسية "أن ترسم يعني أن تحب...

ما تنشره في وسائل التواصل الاجتماعي قبل كتابة كتابك

ما تنشره في وسائل التواصل الاجتماعي قبل كتابة كتابك

حين يتعلق الأمر بزيادة جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، يمر كل مؤلف بمرحلة أُطلق عليها "المنطقة الرمادية". مرحلة ما بين بداية تأليف الكتاب ونشره والتي يتخوّف منها كثير من المؤلفين. المنطقة الرمادية هي المرحلة التي تحتاج فيها لزيادة جمهورك ولكنك لا تعرف كيف تتحدث عن...

خمس سمات تؤهلك أن تصبح كاتب أطفال ناجح

خمس سمات تؤهلك أن تصبح كاتب أطفال ناجح

ما يفوق 230 مليون كتاباً للأطفال تم بيعها في عام 2017. وما زالت كتب مثل "مذكرات طالب" و"تجعيدة في الزمن" و "أعجوبة" تتصدر قائمة الأعلى مبيعاً هذه السنة (حتى بالمقارنة مع كتب الكبار). أخبار كهذه تعد جيدة بالنسبة لك ككاتب لكتب الأطفال.لماذا؟لأن وكلاء النشر، والمحررين،...

Pin It on Pinterest

Share This